من مجهـــول إلى مجهـــول
السلام عليك أيها المُقيّد…
ربما يقع ظلم من الناس عليك، بأخذ حقك أو غيبتك أو ينسبون لك ما ليس فيك وما لم تفعل. فيكون فعلهم هذا سبباً لشقائهم أو ابتلائهم أو منع عطاء عنهم في الدنيا أو في الآخرة، ربما تقول هم يستحقون ذلك، ولا ألومك فهم حقاً يستحقون ذلك، لكن إن نظرتَ من زاوية أخرى من ذاتك، فسترى أن هؤلاء سيعاقبون بسبب الإساءة إليك وليس بسببٍ آخر! فقد أصبحتَ موضعاً –بسوء أفعالهم- لعذابهم، سيعاقبهم الحق لأجل أن يرضيك. وليس في هذا شرف أو فضيلة لك.
لكن إن عفوت عنهم، كنتَ سبباً في غفران ذنبهم، أصبحت علّةً في إبعاد البلاء والأذى عنهم شفيعاً لهم، أمسيتَ مسيحاً لذنوبهم، أصبحت رحمة للناس لا نقمة عليهم، كنتَ باباً تفاض منه الرحمة، وهنا الشرف، وهنا معالي الأخلاق ومكارمها. بل هذا من الخُلُق الذي تخلق الله تعالى به لأجلنا، وأفاض منه على من أحبه، على رسله وأوليائه، فكانوا رحمة للعالمين. فلا تدع هكذا منزلة تفوتك من أجل ارضاء رغبة نفسك، فإرضاء ربك أولى من إرضاء نفسك. فاجعل وجودك رحمة للناس لا نقمة عليهم. والسلام.
ربي يحفظكم ويرعاكم
حفظكم الله تعالى من كل سوء
وفقكم الله تعالى
ووفقكم الله تعالى لكل خير